العقل: هل يُعتبر حفظه بعد تلبّسه بالإيمان فقط او وقبله ايضا؟

العقل: هل يُعتبر حفظه بعد تلبّسه بالإيمان فقط او وقبله ايضا؟

أعني بالتلبس بكون صاحبه مؤمنا, فيحفظ عقلَه شريعة الإسلام بتحريم الخمر و حدّه اذا ارتكب ذلك المحرّم. فهذا مثال لحفظ العقل الجسمي يعني الدماغ. ويحفظه ايضا الشريعة الجرائم المعنوية واكبرها الكفر بعد الإيمان او الردّة. وحفظه منها بتحريمها وحدّ المرتدّ.

فالعقل لغير المؤمن لا يحفظ من المفسد الجسماني مثل قول الفقهاء بعدم تكليف غير المؤمن بالشريعة التي منها تحريم الخمر. و لا يحفظ ايضا من المفاسد المعنوية لأنه في حالة الكفر الذي يُعتبر اقبح الجرائم العقلية.

فالإشكال الذي همّني طوال هذاالوقت هو معني الكفر كقبح و ضرر معنوي للعقل. فمعني الكفر المشهور هو عدم الإيمان بالله او باحد تعاليم الدين الذي يُعدّ ضرورة كونه من الإسلام مثل كون محمد آخر رسل و كون القرآن محفوظا من الخطأ و لو في حرف واحد.

فالكفر بهذاالمعني قد يحصل نتيجة فكر الذي حثّه القرآن كثيرا مثل ما وقع للفيلسف البريطاني برتران رسل. فكيف حثّ للتفكر في وجود الله ولكن يعاقبه اذا لم يصل الي النتيجة التي ارادها؟ و اعتبار التفكر ولو يأتي الي عدم الإيمان بوجود الله بجريمة معنوية للعقل صعب علي الفهم. لأن الحثّ علي التفكر مع وجود نتيجة مقطزعة تجب ان تتّبع لغو محض.

الا اذا كان معني الكفر و الردّة التصديق بالعقل علي وجود الله مع الإنكار لسانا. فهذا يعني تكذيب نفسه. فمثل هذاالعمل ظهر قبحه عندي. و بهذاالمعني فلا يكون كافرا من لا يؤمن بالله بدليل عقلي. فالجاحظ كما قاله الآمدي في كتابه ’الإحكام في اصول الأحكام’ يقول بأن المجتهد في العقائد في الخطأ يثاب كما في الفقه.

وعلي اساس قاعدة حجية القطع ايضا من اصول الفقه الامامي يستطيع ان يقال بان علم الشخص القطعي عنده بعدم وجود الله معذّرية له عند الله.