تنافس السخاوي والسيوطي مع بعض مواضع التنافس

الحافظ السخاوي وتنافسه مع الجلال السيوطي

 

 

 

بحث مقدم في مادة طرق فهم الحديث

المدرس: أ.د. على مصطفي يعقوب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إعداد:

إعداد الطالب: سلطان فطاني بن رضوان بن سعيد

رقم القيد: 2112061500001

 

 

الدراسة العليا

كلية الدراسات الإسلامية والعربية

جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية

الحافظ السخاوي وتنافسه مع الجلال السيوطي

مقدمة

البحث عن تنافس السخاوي مع السيوطي -على ما وجدتُ- مما كثر فيه البحث في وقتنا. وقد أُفرد برسالة مما لا يتجاوز صفحاتها على خمسين صفحة وأحيانا ذكر هذا التنافس بعض محققي كتبهما في مقدمتهم. ولكن تلك البحوث لم تذكر أدلة كلّ منهما عن مسألة التي تخالفا وتنافسا فيها. فهذا البحث سيذكر ولو واحدا من تلك الأدلة.

وهذا البحث ينقسم إلى قسمين الأول سيرة السخاوي والثاني تنافسه مع السيوطي.

القسم الأول: السخاوي

السخاوي نسبة إلى السخا، وهي كورة بمصر قصبتها سخا بأسفل مصر[1]. يراد به عدد من العلماء[2] منهم:[أ] على بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة الكندي التجيبي السخاوي، أبو الحسن، شرف الدين (ت. 632 هـ)، [ب] على بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن، علم الدين (ت. 643 ه)، [ج] على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود، أبو الحسن نور الدين السخاوي (ت. بعد 889 هـ)، [د] شمس الدين السخاوي (ت. 902 هـ)

والسخاوي الذى في هذا البحث هو الملقّب بشمس الدين صاحب فتح المغيث شرح على ألفية العراقي في علم الحديث.

أ‌.       اسمه

محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي. له ألقاب هي: شمس الدين، أبو الخير وأبو عبد الله، ابن الزين –أو الجلال-، أبي الفضل وأبي محمد، الشافعي مذهبا.

ولُقِّب بالرحّالة لأنه رحل كثيرًا في طلب العلم ودخل الآفاق والبلدان، فكان صاحب رحلة واسعة، فمن تلك البلدان: حلب ودمشق وبيت المقدس والخليل ونابلس وبعلبك وحمص وحماة وبعلبك وغيرها كثير زادت على الثمانين. وقد ألّف عن رِحِلاته وذكر فيه تخريج حديث عمن أخذه في تلك المدن مثل: الرحلة الحلبية وتراجمُها، الرحلة المكية، الرحلة السكندرية والبلدانيات العليات.

تَرجَّم عن والده وجده وخاصا عن نفسه في كتابه “الضوء اللامع”  أكثر من ثلاثين صفحة[3]. وقال فيه بأنه لا ينفك عن ملازمة ابن حجر ولا ارتحل إلى الأماكن النائية ولا حجَّ إلا بعد وفاته خوفا من أن يفوت من علمه ولم يعرفه. وهو مؤرخ كبير وعالم حديث وتفسير وأدَبٍ  وفقه والنحو ،شهير من أعلام مؤرخي عصر المماليك. وصنف أكثر من مائتي كتاب.

وشيوخه الذىن قرأ وسمع وأجيز –من الأعلى والدون والمساوي- أئمة العصر من كل بلد ومصر، وقد زادوا على مائتين وألف[4] ، ومن أبرزهم: الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذى لازمه أشد الملازمة. وألّف معجمَين عن شيوخه : بغية الراوي بمن أخذ عنه السخاوي، والإمتنان بشيوخ محمد بن عبد الرحمن. وخص ابن حجر بتأليف “الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر”.

ب‌.  مولده

ولد بالقاهرة في ربيع الأول سنة 831 هـ، الموافق 1428م، في حارة بهاء الدين – في تلك الفترة – قريبا من مدرسة شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بالقرب من باب الفتوح – حاليا – ، وبعدها انتقل إلى ملك لأبيه مجاور لمسكن ابن حجر العسقلاني.

ونشأ وعاش في القاهرة، وتوفي بالمدينة المنورة  (902 ه أو 1497م)ـ ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك[5].

ج. نشأته العلمية

تعلم في أيدي العلماء الكبار في زمانه. وحفظ متونا مثل “عمدة الاحكام” للمقدسي وألفية ابن مالك وألفية العراقي. وكذلك تدرب على القراءة والمطالعة، حتى صار يشارك غالب من يتردد عليه في فهم القرآن والفقه وغيره.كانت من عادة السخاوي أنه كلما حفظ كتابا عرضه على شيوخ عصره لكن لم يأخذ عنهم. وقرأ وسمع القرآن وسمع كثيرا من الروايات السبعة والعشرة من مشايخ العصر.

حفظ القرآن وهو صغير، ثم حج في سنة خمس وثمانين، وجاور سنة ست وسبع وأقام منهما ثلاثة أشهر بالمدينة المنورة. ثم حج سنة اثنين وتسعين وجاور سنة ثلاث وأربع ثم حج سنة ست وتسعين وجاور إلى أثناء سنة ثمان وتوجه إلى المدينة فأقام بها أشهر أو صام رمضان بها ثم عاد في شوال إلى مكة وأقام بها مدة ثم رجع إلى المدينة وجاور بها حتى مات سنة اثنتين وتسعمائة يوم الأحد الثامن والعشرين من شعبان.

سمع السخاوي الكثير عن أستاذه وشيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 هـ. وقد لازمه أشد الملازمة وحمل عنه ما لم يشاركه فيه غيره، وأخذ عنه أكثر تصانيفه وادعى أنه وارث علمه.

د. مؤلفاته

السخاوي من المكثرين في التصنيف في علوم كثيرة خاصة في الحديث والتاريخ على أنه من علم الحديث. وما زالت المبطوع منه قليلا[6]. وفي ترحمة نفسه في “الضوء اللامع” ذكر ما يقرب مائتي كتاب وذكر الكَتّاني أنه تنيف على أربعمائة مجلد. فذكرها كلها هنا لا يناسب هذا البحث بزيادة أنه قد وجد كتاب خاص عنه بعنوان “مؤلفات السيوطي” ذكر فيها مائتَين وسبعين كتابا.

نبذة عن كتابه “الضوء اللامع لأهل القرن التاسع“.

وذكر ما في هذا الكتاب يناسب هذا البحث لأن فيه ذكر أقرانه -وبما فيه من التنافس- من ضمنهم السيوطي. وموضوع الكتاب في التراجم العامة لأهل القرن التاسع. ذكر الشوكاني في كتابه “البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع” في مواضع عدة[7] ، وابن إياس في “بدائع الزهور”[8] أن في “الضوء اللامع” مساوى في حق الناس والنيل لأعراض أكابر العلماء من أقرانه.

وتتبع الدكتور محمد بن زين العابدين رستم في “الضوء اللامع” أن معظم المجروحين فيه العلماء خصوصا ممن عاصره السخاوي كما قاله أيضا الشوكاني. والجرح أوالإنتقاد فيه يتلخص في ثلاث أحوال:

         ‌أ)         السلوك الديني للمُتَرْجَم لَهُ مثل “…مع نِسْبَته لِرِقّة الدِّين، وانحلال العقيدة وتَرْك الصلاة وشُرب الْخَمْر، بحيث لم يكن عليه أُنْسُ الدِّينِ”[9]، و “… ولم يكن بِمَحْمُودٍ في ديانته”[10]، و “… ولَم يشتهر بدين ولا تَقْوى”[11] ومن معتقد يحكم السخاوي بِبُطْلاَنِهِ، مثل “شعره يَنْعَقُ بالاتّحاد الْمُفْضي إلى الإلْحاد”[12] و “ينتحل في التصوف مذهب ابن عربي”[13]، و “…لا يُكْتَبُ على شيءٍ يُخالِفُ الشّرع، لكنه يُنْسَبُ للتّشيع”[14]

      ‌ب)       السُّلوك الأخلاقي للمُتَرجم له: كَوَصْف الرجل بأنه كان فيه “زَهْوٌ وإعْجَابٌ”[15]، أو “أنه فيه حِرْصٌ وحُبٌّ للدنيا”[16]، أو “أنه كان شَرِهاً في طلب الوظائف”[17]

       ‌ج)       السيرة العلمية للمترجَم له وهي كثيرة في “الضوء اللامع“، فمن ذلك: وَصْفُ المترجَم له بقلة الْفَهْم و”… ولم يُرزَق مع قوة حافظته فَاهِمَةً، بل كان بعيد التصور والفهم جداً”[18] و”… وتَنَقَّلَتْ به الأحوال إلى أن ناب في الحكم… مع قلة البضاعة في الفقه والمصطلح، ولذلك حُفِظت عنه عدة أحكام فاسدة”[19] و “… ولكن كانت طبقته في العلم متوسطة، بل منحطّة عن ذلك”[20] و”… وكان كثير النّقل لغرائب مذهبه، شديد المخالفة لأصحابه حتى اشتهر صيتُه بذلك”.[21]

ومن الجرح ما هو إلى السبّ أقرب وذلك مثل “ورجح على الجلال بن الأسيوطي مع اشتراكهما في الحمق[22] وفي ترجمة عبد الجبّار بن على الأخطابي تلميذ السيوطي: “ولا يَخْلُو من هَوَسٍ[23] كشيخه”[24]

ومن أسباب الجريح عند الشوكاني مُتابعة السّخاوي لشيخه ابن حَجَر وتقيُّده بأقواله في الرجال، وقد غلبت عليه محبة شيخه الحافظ ابن حجر، فصار لا يخرج عن غالب أقواله، كما غلبتْ على ابن القيم محبّة شيخه ابن تيمية…”[25]

وكأن السخاوي يدفع عن نفسه هذه التهمة، لما قال: “وقد نزه كثير من الناس صاحب الترجمة عن هذا الكتاب، وكذا عن ‘معجم شيوخه’ و’قضاة مصر’ ونحوهما، من أجل بيانه لكثيرٍ من الأحوال، بل كان ذلك سبباً لحقد كثيرين عليه. وسمعت بعض المعتبرين يقول عنه: إنه لم يكن يغتابُ أحداً بلفظه، فكتب بخطه ما يكونُ مضبوطاً عنه، محفوظاً له، والأعمالُ بالنيات.[26] ودافع عن نفسه أيضا في ذكر مساوء المترجَمين بأنه يجوز أو يجب لأجل النصيحة[27].

القسم الثاني: تنافسه مع السيوطي

مما تجدر الإشارة هنا، أن التنافس لم يقع بينهما فقط، ولكن بين كثير من علماء مصر في ذلك الوقت، مثل ما بين السخاوي والبقاعي، وبين السيوطي والبقاعي وتلميذ السخاوي الحافظ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني(851-923ه[28]). فالسيوطي ألّف “الفارق بين المصنف والسارق” في اتهامه على القسطلاني بسرقة تصانيفه وألّف “تنبيه الغبي إلى تبرئة ابن عربي” للرد على كتاب البقاعي “تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي.”[29]

أ‌.       السيوطي

عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خان الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي، ولد في القاهرة سنة 849 هـ الموافق1445 م. وتوفي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن بجواره والده في أسيوط وله ضريح ومسجد كبير بأسيوط.

قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذى أتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.

لم يقف السيوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها “مقامة الكاوي في الرد على السخاوي” نسب إليه فيها أكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام في “الضوء اللامع”.

ولما بلغ أربعين[30] من عمره اعتزل السيوطي عن الناس والفتوي والتدريس وتجرد للعبادة والتصنيف مما يسبب تآليفه كما ذكر تلميذه بلغ خمسمائة مؤلَّف وقد طُبِع كتاب بعنوان “دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها” وذكر فيها 981 مؤلفا[31]. وعن اعتزاله ألف كتابا بعنوان “التنفيس في الإعتذار عن الفتيا والتدريس”.[32]

ب‌.  فيما تنافسان

  1. رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة.

جوزها السيوطي في كتابه ” تنوير الحَلَكِ[33] في إمكان رؤية النبي والملَك[34] ” ولم يجوزها السخاوي فألف كتابا للرد المسمي “الاعتبار والموعظة لزاعم رؤية النبي صلي الله عليه وسلم في إلىقظة” وصاحب “مؤلفات السخاوي” لم يذكر أنه مطبوع أو وجد له مخطوط. وحُكي أن السيوطي رأي النبي يقظة بضعا وسبعين مرة[35].

وذكر السيوطي في “الكاوي للسخاوي” أن بداية التنافس في هذه المسألة إفتاؤه بالجواز والإمكان فسمعه السخاوي فقال بأنها مستحيلة.[36] فردّا على استحالة السخاوي قال السيوطي شعرا بما أفاد ظاهره تكفير القائل بالمستحيل لدخولها تحت قدرة الله كإحياء الموتي التي دلّت على إمكانه القرآن. وذلك الشعر هو ما يلي:

رؤية الأنبياء بعد الممات              #     أدخلوها في حيِّز الممكنات

قل لمن قال إنه مستحيل             #     اترك الخوض عنك في الغمرات

أنت لا تعرف المحال ولا الممك       #     نَ لا ما بالغير أو بالذات

فاحترزْ أن تزلَّ زَلّة كفرٍ               #     وتوقِّ مواقع الزلات[37]

ومن دليل السيوطي في “تنوير الحلك” على جوازها الإعتماد على ظاهر لفظ الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه “فسيراني في إليقظة”، ولا يؤول الرؤية بعين القلب أو يخصصها في يوم القيامة لعدم النص على ذلك التخصيص والتأويل عنده. وهو اتّبع في ذلك ما قاله الإمام المدّعِي كثرة الرؤيا للنبي صلي الله عليه وسلم حتى في اليقظة أبو محمد بن أبي جمرة[38] صاحب مختصر صحيح البخاري وشرحه.

وأدلة إبطال السخاوي لتلك الرؤية لم يعرف لأن كتابه عنها مفقود ولكن نقَل القسطلاني في “المواهب اللدنية بالمنح المحمدية” عن السخاوي أنه قال عن رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة: “لم يصل إلينا ذلك – أي ادّعاء وقوعها – عن أحد من الصحابة ولا عمن بعدهم وقد اشتدّ حزن فاطمةَ عليه‏ صلى الله عليه وسلم حتى ماتت كمِداً بعده بستة أشهر على الصحيح وبيتها مجاور لضريحه الشريف ولم تنقل عنها رؤيته في المدة التي تأخرتها عنه.”[39]

ولم أجد في “تنوير الحلك” للسيوطي الجواب أو البحث للردّ عن إشكال السخاوي الذي نقله العسقلاني على الوقوع المفهوم من قول السخوي المنقول المذكور. ويمكن صياغة إشكال السخاوي بأن يقال: إذا أمكن الرؤية يقظة، لماذا لا تقع في من أولى مع حالة أولى كحال فاطمة المذكور؟

ثم إن صحّ أن السخاوي تبع شيخه الحافظ ابن حجر الذى أورد إشكالا في “فتح الباري” على كون الرؤيا يقظة بالعين وكون المرئيّ جسدا بأنه لو ثبت لثبت للرائي الصحبة ولثبتت إلى يوم القيامة[40].

والسيوطي لأنه جاء متأخرا فقد أجاب إشكال ابن حجر في كتابه المذكور بأن “الصحبة ثبتت إن يراه وهو في عالم الملك وهذه رؤية وهو في عالم الملكوت،” ثم قال بأنه مؤيد برواية “أن جميع أمته عُرِضوا عليه فرآهم ورأوه ولم تثبت الصحبة.[41]

ولم يوجد رد السيوطي عمن قال بأن جمع الأحاديث عن موضوع واحد فيفسر بعضه بعضا جعل الحديث الذي استدل به السيوطي قد فسر بحديث آخر فحديث “فسيراني” يفسر أو يؤول بحديث آخر يعني “فكأنما يراني”. والظاهر أن السيوطي لم يقل بهذه الطريقة لفهم الحديث.

ووجدتُ أن هذه المسألة مما اختلف عليها العلماء قبل السخاوي والسيوطي كما ذكرتُ بأنه لم يجوزها ابن حجر العسقلاني وجوزها ابن أبي جمرة والعلماء بعدهما أيضا فوافق السيوطيَّ الشيخُ محمدُ بن علوي المالكيُّ في كتابه “الذخائر المحمدية”[42] ولم يجوزها الشيخ عبد العزيز بن باز في “حكم الاحتفال بالمولد النبوي”.

  1. 2.    الإجتهاد.

ذكر السيوطي في ترجمة نفسه في كتابه “حسن المحاضرة” بعد ذكر تبحّره في سبعة علوم “وقد كملت عندي الآن آلة الإجتهاد…ولو شئت أن أكتب في كل مسالة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية، ومداركها ونقوضها وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرتها..[43]” وأنه وصله سنة 888ه.[44] وادعي انفراده بواجبة الإجتهاد في وقته بعد أن قرّر أنه من الواجب أن يُوْجَد مجتهد في كل عصر[45]. وادّعاء السيوطي الإجتهاد مما أنكره بعض علماء عصره مثل القسطلاني واتهمه بالتعالي على أقرانه[46].

ورده السخاوي في كتابه “انتقاد مدعي الإجتهاد” ولم يذكر صاحب “مؤلفات السيخاوي” أنه مطبوع أو وجد له مخطوط. ولكن ذكر السخاوي في “الضوء اللامع” في ترجمة السيوطي القول الذى أحسنه بأن السيوطي ادّعي الاجتهاد ليستر خطأه.

وابن العليف أحمد بن الحسن المكي تلميذ السخاوي أيضا ألف كتابا لنقد ادّعاء السيوطي للاجتهاد بعنوان “المنتقد اللوذعي على المجتهد المدعي”.[47]

  1. 3.    ذكر مساوء المترجَم في التاريخ

انتقد السيوطي في “الكاوي في  تاريخ السخاوي[48]” ما فعل السخاوي في كتابه “الضوء اللامع”  من ذكر مساوئ العلماء المترجَم فيه ومنهم السيوطي. والسخاوي أجاب “الكاوي” في كتابه “الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ”.

ومن مآخذ السخاوي على السيوطي في “الضوء اللامع” بأن السيوطي: أخذ كثيرا من تصانيف الغير ونسبها إلى نفسه، وطعن على شيوخ نفسه، وانه بليد لإقراره بأن الحساب عسر عليه مع أنه فنّ ذكاء، ووجود تحريف وتصحيف في كتبه بل وبعضه يدلّ على “حُمْقِه وجُنّه”[49].

وفي “الكاوي” انتقد السيوطي السخاوي بمثل أنه: أتي بتحريف وتصحيف في الحديث وألف عنهما خصوصا رسالتين، وإن السخاوي”إن سئل في مسالة الاستنجاء لم يحسن الجواب”، ووصف السخاوي بالأحمق والجاهل والكاذب، وأن كتبه في الحديث أخذه من تركة ابن حجر العسقلاني.

ومن نقد السيوطي عن ذكر الجرح في “الضوء” ” إن الجرح إنما جُوّز في الصدر الأول حيث كان الحديث يؤخذ من صدور الأحبار لا من بطون الأسفار، فاحتيج إليه ضرورة للذب عن الآثار ومعرفةِ المقبول والمردود من الأحاديث والأخبار. وأما الآن –في عصرهما- فالعمدة في قبول وردّ الحديث هي على الكتب المدونة”[50].

وجواب السخاوي في “الإعلان” عن ذلك النقد هو بأن ذكر عيوب المترجَم في التاريخ ليس بغيبة ولا ينحصر تسويغ ذلك في الرواية فقط ولكن من المسوِّغ النصيحة لأن المترجَم إما أن يكون وليّا لا يقوم على الصحيح أو فاسقا أو المتساهلَ في الفتوي أو ممن يتردد له للعلم، بل هو نصيحة تصل إلى الواجب [51].

  1. 4.    محي الدين ابن العربي الحاتمي الصوفي(560-638 ه)[52]

انتقده السخاوي حين ألف ترجمة له بعنوان “القول المنبي عن ترجمة ابن العربي”. والسيوطي من ناصري ابن العربي ولم يؤلف للرد على السخاوي ولكن للبقاعي لأنه أشنعُ من السخاوي في انتقاد ابن العربي في كتابه “تنبيه الغبي إلى تكفير ابن العربي”. فألف كتابا المسمي “تنبيه الغبي إلى تبرئة ابن العربي”.

وأدخل السخاوي في “المنبي” السيوطي ممن نُسِب إليهم الميل إلى ابن العربي ناقلا قول السيوطي في “تنبيه الغبي” بأن السبّ لابن العربي مما يؤذن بحرب من الله[53].

فالسخاوي ذهب إلى عدم إمكان التأويل في كلام ابن العربي “لكثرة المناكير الدالة على سوء انتحاله”.[54] ووأما السيوطي فممن قال بتأويل كلام ابن العربي لاستعمال الصوفية ألفاظا في غير معانيها المتعارفة.

ومن أقوال ابن العربي التي لا إشكال في حكم الكفر عند السخاوي قوله بوحدة الوجود. وقال السخاوي بأن معناه اتحاد الخالق والمخلوق وأن الحق هو الخلق المشبَّه واتصاف الحق بصفات المخلوق حقيقة وبالعكس[55]. والسيوطي في رسالته “تنزيه الاعتقاد عن الحلول والاتحاد” أورد كلاما في نفس المعني مع ما قاله السخاوي من إبطال القول بإلهية الخلق وأبطل فيه أيضا القول بالوحدة المطلقة ولكنه لا ينسبه إلى شخص معين. ثم ذكر السيوطي جواز إجراء وتأويل اصطلاح الاتحاد على معني صحيح وهو مقام الفناء.[56]

ولكن في آخر الكتاب قال السخاوي أن الحكم بالكفر إنما وقع في الكلام مع التوقف في القائل لاحتمال الرجوع وعدم الاستمرار إلى الموت مع اشتهارهم –يعني الصوفيين مثل ابن العربي الحاتمي- بالعبادة أو لاحتمال عدم الاعتقاد بلازم الكلام الذى يوجب الكفر.

ج. أسباب المنافسة

ذُكِر في “علاقة الحافظ السخاوي بأقرانه” بأن الاسباب هي: أ) تتلمذة السيوطي على السخاوي, ثم نظره كَنِدّ تجوز مقارعته فيراه السخاوي كتلميذ متمرّد. وهذا التتلمذ قاله السخاوي في ترجمته للسيوطي بقوله “ولازمني دهرا”[57]. ب) تكفير السيوطي ظاهرا للسخاوي في مسألة الرؤية. ج) اختلاف ميولهما: فالسخاوي في الرواية ومنها التاريخ والسيوطي في اللغة والتفسيرية. د) تتلمذ السخاوي على ابن حجر العسقلاني لكثرة من يحرص على أخذ الإجازة من ابن حجر وادعاء السخاوي أنه وارث علوم شيخه.

ويرى الشوكاني أن ما نقله السخاوي عن بعض العلماء الأخرين في السيوطي مستدلا به على حطه من السيوطي، إنما هو بسبب ادعاء السيوطي الاجتهاد.[58]

د. أقوال العلماء عن ذلك التنافس

الشوكاني يري أن انتقاص السخاوي والسيوطي بعضهم بعضا لا يقبل، محتجا ومتبعا لقوله ذلك قول أئمة الجرح والتعديل بعدم قبول الأقران في بعضهم بعضا مع ظهور أدنى منافسة، فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم في بعض.[59]

ووذكر في “الجرح والتعديل بين المتشددين والمتساهلين” أن العلماء ردّوا ما حصل بين النظراء مما كان بدافع المنافسة والحسد والعداء إلا ما وقع بيانه بوضوح[60]. وما جري بينهما من الانتقاص يرجع أكثرها إلى ضعف سبب الجرح كما ذكره د. محمد زين العابدين حين تتبعه لكتاب الصخاوي “الضوء اللامع”.

المراجع:

ابن باز، عبد العزيز بن عبد الله، حكم الاحتفال بالمولد النبوي، الرياض: المكتب التعاوني للدعوة، دس.

ابن حجر العسقلاني، أحمد بن على (773-852ه)، فتح الباري شرح صحيح البخاري،  بيروت: دار المعرفة، 1379

ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمد بن على (ت.874ه)، الفتاوي الحديثية، دم: دار الفكر، دس.

ابن العماد، عبد الحي بن أحمد بن محمد الحنبلي (1032-2089ه)، شذرات الذهب في اخبار من ذهب، دمشق: دار ابن كثير، 1992

ابن منظور، محمد بن مكرم بن على الإفريقي (ت: 711ه) ، لسان العرب، بيروت: دار صادرن 1414

أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان و أبو حذيفة أحمد الشقيرات، مؤلفات السخاوي ، لبنان: دار ابن حزم، 1998

الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت: دار صادر، 1977

الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان ()، سير أعلام النبلاء، دم: مؤسسة الرسالة، 2001

الزرقاني، محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد المالكي (ت.1122ه)، شرح على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، لبنان: دار الكتب العلمية، 1996

السخاوي، محمد بن عبد الرحمن (831-902ه)، الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، لبنان: دار ابن حزم، 1999

_____، الضوء اللامع لاهل القرن التاسع، بيروت: دار الجيل، 1992

_____، إرشاد المهتدين إلى نصرة المجتهدين، تحقيق: أبي يعلى البيضاوي، دم: سلسلة التراث مكتبة الأزهر الشريف، دس.

____، القول المنبي عن ترجمة ابن عربي، المملكة العربية السعودية: جامعة أم القري، 1421ه

السيد على الحسيني الميلاني، نفخات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار، ج: 4، دم: الرفيد، 1414ه

السيوطي، عبد الرحمن بن ابي بكر بن محمد (849-911ه)، تنبيه الغبي بترئة ابن عربي، دم،دط،دص.

____، الحاوي للفتاوي، لبنان: دار الكتب العلمية، 1983

____، شرح مقامات السيوطي، تحقيق: سمير محمود الدروبي، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1989

الشوكاني، محمد بن على (ت: 1250ه)، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي، دس.

العيدروس، عبد القادب بن شيخ بن عبد الله (978-1038ه)، النور السافر عن أخبار القرن العاشر، بيروت: دار صادر، 2001

القسطلاني، أحمد بن محمد (851-923ه)، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، تحقيق: صالح احمد الشامي، بيروت: المكتب الإسلامي، 2004

محمد بن علوي المالكي الحسني، الذخائر المحمدية، القاهرة، دار جوامع الكلم، دس.س

محمد طاهر الجوابي، دكتور، (أستاذ بجامعة الزيتونةالجرح والتعديل: بين المتشددين والمتساهلين، الجمهورية التونسية: الدار العربية للكتاب، 1997


[1]  قاله ياقوت الحموي (ف. 626 ه) في كتابه “معجم البلدان”، ج: 3، ص: 196

[2]  أنظر مقدمة محقق فتح المغيث، ص: 73-74

[3] وذلك يبدأ من أول المجلد الثامن في طبعة دار الجيل بيروت

[4]  “مؤلفات السخاوي”، ص: 14

[5] “مؤلفات السخاوي”، ص: 23

[6] قاله صاحب “مؤلفات السخاوي”، ص: 5

[7] منها في آخر ترجمة السخاوي، ج: 2، ص: 187 وفي ص: 21، ج: 1 من كتاب الشوكاني

[8]  “بدائع الزهور”ن ج:2، ص: 616

[9] الضوء اللامع، ، ج 1، ص. 204 و205، في ترجمة أحمد بن إبراهيم بن ملاعب السرميني الحلبي الفلكي (ف. 824 ﻫ) قال د.رستم “ما ذكره السخاوي من قَدْح واردٌ عند ابن حجر في إنباء الْغُمر،ج 7، ص. 433) نقلاً عن القاضي علاء الدين وغيره”.

[10] الضوء اللامع، ، ج 6، ص. 11-12 في ترجمة على بن محمد الآمدي الشافعي المعروف بان المحمرة

[11] المصدر نفسه، ج 8، ص. 227 في ترجمة محمد بن على الرهوني المالكي

[12] المصدر نفسه، ج 6، ص. 21 في ترجمة على بم محمد الشاذلي المالكي الصوفي

[13] المصدر نفسه، ج 2، ص. 140-141 ترجمة أحمد بن محمد المعروف بابن عثمان الخليلي (ف: 805ه)

[14] المصدر نفسه، ج 1، ص. 281 ترجمة أحمد بن الحسين المدني الاصل (ف: 820ه)

[15] المصدر نفسه، ج 1، ص. 372 ترجمة أحمد بن عبد الله الشهاب الطوخي

[16] المصدر نفسه، ج 1، ص. 231 ترجمة أحمد بن أسد بن عبد الواحد بن أحمد (ف: 872ه)

[17] المصدر نفسه، ج 1، ص. 238 ترجمة أحمد بن إسماعيل بن خليفة النابلسي (ف: 815ه)

[18] المصدر نفسه، ج 5، ص. 65. في ترجمة عبد الله بن محمد الميموني القرافي (ف. 857 ﻫ)

[19] المصدر نفسه، ج 1، ص. 376. في ترجمة أحمد بن عبيد الله الشَّرواني القاهري الحنفي (ف. 844 ﻫ)

[20] المصدر نفسه، ج 1، ص. 249. وفي ترجمة أحمد بن أبي بكر السّهاب الحموي المعروف بابن بسّام

[21] المصدر نفسه،ج 6، ص. 55 وعند ترجمته على بن يوسف بن الجلال الحلبي الدميري المالكي (ف. 803 ﻫ)

[22] المصدر نفسه، ج: 6، ص: 5 في ترجمة على بن محمد الأشموني (ولد 838ه)

[23]لفظ “هوَس” بالتحريك: طرف من الجنون. قاله ابن منظور في “لسان العرب”، ص: 4720

[24] الضوء اللامع، ج 4، ص. 36.

[25] البدر الطالع، ج 2، ص. 187

[26] قال في “الجواهر والدرر”، ص: 685-686

[27] انظر “الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ”، ص: 88-94

[28] الضوء اللامع، ج: 2، ص: 103 وتاريخ وفاته في “علاقة السخاوي”ن ص: 20 وفي “شذرات الذهاب”، ج: 10، ص: 169

[29] انظر بحث لعبد الرؤوف وكمال فتوح، “علاقة السخاوي بأقرانه”، ص: 8

[30] ابن العماد، “شذرات الذهب”، ج: 10، ص: 76

[31] تعلىق “شذرات الذهب”، ج: 10، ص: 67

[32] اقرأ مثلا مقدمة محقق كتاب السيوطي “حسن المحاضرة”، ص: 7

[33] لفظ ’حلك’ بفتح الحاء واللام بمعني ’شدة السواد كلون الغراب’ قاله ابن منظور، ’لسان العرب’،ج:10، ص: 415

[34] وهو مطبوع ضمن كتاب “الفتاوي للسيوطي” الجزء الثاني الفتاوي المتعلقة بالتصوف، ص: 255. وممن قال بجواز الرؤية ابن حجر الهيتمي (ت. 974ه) في كتابه، الفتاوي الحديثية،ج:1، ص:212

[35] ابن العماد، “شذرات الذهب”، ج: 10، ص: 77 وانظر أيضا “النور السافر” للعيدروس، ص: 91 و “بدائع الزهور” لان اياس، ج:2، ص: 686

[36] “مقامات”، ص: 945

[37] انظر ’مقامات’، ص: 595

[38] اسمه عبد الله بن سعد بن أبي جمرة الأندلسي مولدا والمصري وفاة (ت.699) وكنيته أبو محمد، مالكي، صاحب مختصر صحيح البخاري وشرحه المسمي’بهجة النفوس’ وله كتاب عن رؤياه ’المرائي الحسان في الحديث والرؤيا’، انتهي ما من ’الأعلام’ للوركلين ج:4،ص: 89. وهناك عالم غيره المشهور بابن ابي جمرة. انظر مثلا ’سير اعلام’ للذهبي، ج:21 الطبقة 31 و ’نفخات الأزهار’ للميلاني، ج: 4،ص: 130

[39] القسطلاني، “المواهب”، ج: 2، ص: 669 وانظر شرح الزرقاني، ج: 7، ص: 292

[40] أنظر “فتح الباري”، ج: 12، ص: 385

[41] “الحاوي للفتاوي”، ج:2، ص: 365-366

[42] انظر “الذخائر المحمدية”، ص:144- 146 وفي ص: 136-137 ذكر “صلوات مأثورة لرؤية الحبيب صلي الله عليه وآله وسلم”

[43] السيوطي، “حسن المحاضرة”، ج: 1، ص: 339 حين ترجم عن نفسه وانظر “علاقة السخاوي باقرانه”، ص: 5. ونقل هذا القول السخاوي حين ترجم له في “الضوء اللامع”، ج: 4، ص: 67 ولفظ ’الإجتهاد’ مكتوب بلفظ ’الجهاد’ في طبعة ’حسن المناضرة’ الذى في يدي ولعله خظأ مطبعي كما اقتضاه سياق الكلام.

[44] انظر مقدمة “شرح المقامات”، ص: 33

[45] السيوطي، “إرشاد المهتدين”، ص: 17

[46] “علاقة السخاوي”، ص: 5

[47] “علاقة السخاوي”، ص: 5

[48] مطبوع ضمن “مقامات السيوطي” ص: 933-957

[49] “الضوء اللامع” ترجمة السيوطي في ص: 65-70 وذلك الكلام المنقول في ص: 69

[50] “مقامات”، ص: 953

[51]  السخاوي، “الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ”، ص: 88-94

[52] ترجمته في “شذرات الذهب”، ج: 7، ص: 332-348 والذهبي في “ميزان الاعتدال”، ج: 6، ص: 269. اسمه محمد بن على بن محمد  الأندلوسي المولود والدمشقي الوفاة. ونقل فيه أقوال السيوطي في “تنبيه الغبي”. وهو غير القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي صاحب شرح سنن الترمذي وموطأ، اسمه محمد بن عبد الله بن محمد, الأندلوسي مولودا ووفاة (468-543ه). وللتفرقة بينهما جعل غالب علماء المشرق الصوفي بالتنكير أي بدون “ال”، ابن عربي. ولكن علماء الأندلس والمغرب وبعض المشرق لا يفعله وفرقوا بينهما بنسبهما. انظر ذيل محقق “القول المنبي”، ج: 1، ص: 127

[53] السخاوي، “القول المنبي”، ص: 138-139

[54] السخاوي، “القول المنبي”، ص: 12

[55] السخاوي، القول المنبي، ص: 97

[56]في ضمن “الحاوي للفتاوي”، ج:2، ص: 126-137

[57] السخاوي، “الضوء اللامع”، ج:4، ص: 66

[58] الشوكاني، البدر الطالع، ج.1، ص: 334

[59] الشوكاني، البدر الطالع،ج:1،  ص: 329

[60] محمد طاهر الجوابي، “الجرح والتعديل”، ص: 421